04 September 2011

الفستان الأحمر


ارتشفت اخر رشفت من كوب الشاى بببطئ و هى تراقب والدتها الكفيفه تتحسس طريقها نحو غرفة النوم... فتحت امها باب الغرفه المظلمه و التفتت ببطىء نحو ابنتها الوحيده و قالت تصبحى على خير .. احست البنت موجة قشعريره تجتاح جسدها ببطىء .. تكشف هواجسها و تخوفاتها و السؤال الذى يرعبها .. هل  تعلم أمها ما اخفته عنها و ما تنوى فعله هذه الليله ..
دخلت الفتاه غرفتها وضعت فستان السهرة الأحمرعلى السرير .. خلعت ملابس البيت و وقفت عارية امام المرأه .. تأملت تفاصيل جسدها .. ابتسمت ابتسامة خجل لنفسها فى المرأه و هى تمرر اصابع يديها على جسدها .. تسربت دمعه رقيقه من عينيها لتلامس شفتيها الباسمتين خجلا فى مزيخ غريب غير مفهوم بين الحزن و الإنتشاء .. مسحت دمعتها و توجهت نحو  سريرها لتلقط الفستان الأحمر بدون حتى ان تنظر اليه .. و قفت امام مرأتها و اغمضت عينيها و بدأت ترتدى الفستان .. كان الفستان طويلا يغطى ساقيها الى حد معقول لا يلفت انظار الناس على الأقل لكنه مكشوف جدا من ناحية الصدر .. نظرت لحلماتها الظاهره من تحت الفستان بقرف .. و اسرعت تغطى بوشاحها البنى ما ظهر من صدرها .. جلست تضع ميكياجها .. ترسم وجهها الجميل فيزيد جمالا .. تتفنن ..لم تكن تلك أول مرة تضع فيها المكياج .. لكنها أول مره تضعه لهذا الغرض .. كم تحتقر نفسها لم تقوى على التحمل ففرت الدموع من عينيها .. لتفسد زينتها .. 
غسلت وجهها من أثر الألوان المتداخله الغارقه فى بحر دموعها .. قررت انها لن تزين وجهها .. محاولة ان تهرب من دموعها .. أخذت نفس عميقا .. عقدت عزمها و إستعادت رباطة جأشها .. و ان كانت بقايا الدموع فى عينيها تفضح خوفها ..تسللت من باب غرفتها ببطئ .. و فتحت باب الشقه ببطئ لكنه برغم ذلك اصدر ازيزه المعتاد و كأنما هو الأخر يحاول ان يشى بها .. نزلت درجات السلم واحده تلو الأخرى تحاول و بشتى الطرق ان تبعد أن تبعد الصور المتلاحقة فى عقلها .. صورة امها الكفيفه .. صورة صدرها العارى الظاهر من تحت الفستان ..صور من الماضى تفضى كلها الى هذه الليلة الكئيبه .. نفضت كل تلك الأفكار من رأسها .. انها تحتاج المال هذا كل ما تريد ان تفكر فيه و الليله ستحصل على بعض منه فهى ستبيع جسدها .. و شرفها .. وعفتها .. كل فى ليلة واحده و بثمن بخس على أية حال  ..كانت تعلم جيدا ان جسدها لم يعد ملكها .. فقد باعته لحظة ان ارتدت الفستان الأحمر .. كانت تلك الفكره تقتلها فتجعلها تشتعل نارا و كأن فستانها الأحمر من جمر جهنم ..
مشت الفتاه على رصيف الشارع محاولة نسيان هواجسها  و هى ترسم خطوتها على الرصيف فى دلال .. لم تلبث طويلا حتى توقفت سياره بجانبها .. فزبائن الليل كثيرون .. توقفت الفتاة هى الأخرى و مالت بجسدها و أدخلت رأسها من شباك السياره .. لتجد رجلا ربما فى الستين من عمره يرسم إبتسامة عريضة قبيحة على وجهه تزيدها قبحا اسنانه الصفراء الغير منتظمه و ملامح وجهه الجافه .. كانت قد نزعت الوشاح من على صدرها فظهرت حلماتها .. كان الأمر محتوما إذا ..و كان الإتفاق سريعا .. عدة أوراق من فئة المئه و يحصل على مراده منها.. و إتفاقات الشيطان تتم بسرعه على أى حال ..فما ان ركبت معه السياره أصبح الأمر سارى المفعول ..ما أن ركبت السيارة بجانبه حتى اقترب منها و قبلها على وجهها .. لم تتقزز فى حياتها مثل هذه اللحظه من رائحته العفنه التى تختلط فيها رائحة السجائر والمخدرات برائحة الخمر .. كان كل ما تريده أن تنتهى.. فالمره الأولى هى الأصعب على كل حال .. أنطلقت السياره .. لم تعرف الفتاه أين ذهبو أو كم من الوقت استغرقهم الطريق .. فهى كانت فى حكم الميتة المحمولة على الأعناق لتدفن.. كل ما تعرفه أنها ذهبت إلى مكان بعيد .. فيه باعت جسدها وعفتها شرفها .. و قبضت الثمن .. عدة أوراق من فئة المئه كما الإتفاق تلوثوا بدم شرفها الذى لم يجف بعد من على فستانها الأحمر ..

No comments:

Post a Comment