18 September 2011

النبطى

" نهايات هذه الرواية، كُتبت قبل بداياتها بقرون .. " هكذا يقول الدكتور يوسف زيدان عن روايته النبطى .. تحمست جدا للروايه قبل قرائتها .. لكنى صدمت كثيرا فيها .. هى ليست روايه بقدر ما هى سرد لأحداث تاريخيه .. و معالم جغرافيه .. لم يخفف من أثرها إلى أسلوب الكاتب السلس و عباراته الباهره و عربيته الفصيحه .. الروايه طويله و تأتى فى 380 صفحه لتسرد معلومات تاريخيه أكثر منها كرواية ذات أحداث شيقه بل تتخذ التاريخ نفسه كأحداث ..

تتحدث الرواية عن الأنباط وهم جماعات عربية كبيرة اشتهرت منذ أمد بعيد ، قبل ظهور المسيحية والإسلام، وانتشرت في المنطقة الشاسعة الممتدة من جنوب العراق، مرورا بشمال السعودية، وجنوب الأردن، وفلسطين، وسيناء، وكان لهم دور في تمهيد دخول المسلمين لمصر، وهم أصحاب الآثار الهائلة الباقية منحوتة بالجبال بمنطقة "البتراء" بالأردن، وما حولها من مناطق "مدائن صالح"، و"وادى رم".

تبدأ الرواية على لسان الخالة الغابرة مارية المصريه تحكى لنا حكايتها التى تبدأ قبل سنوات من فتح المسلمون لمصر .. فى زمن سقط من ذاكرة التاريخ أيام حكم الفرس فيها مصراً لمدة عشر سنوات .. تحكى لنا مارية حكايتها و تقسمها إلى ثلاث حيوات .. الأولى عاشتها فى مصر قبل أن تتزوج النبطى .. والحيوة الثانيه و هى تنتقل فى الصحراء فى رحلتها إلى أرض الأنباط حيث تعيش حيوتها الثالثه ..

الكاتب بارع جدا فى الوصف و السرد .. و أبدع كأقصى ما يكون فى الجزء الأول أو الحياة الأولى للخاله ماريه حيث يصف حياتها قبل زواجها من النبطى و يصف مصر القبطيه قبل الإسلام فى زمن كان يحتلها الفرس جيث دامت فترة إحتلالهم 10 سنين قبل أن يأخذها منهم الروم قبل فتح الإسلام لها ..

لكن تأتى الحياة الثانيه و هى رحلة مارية فى الصحراء ما بين مصر و أرض الأنباط مملة ثقيله طويله فقد بالغ الكاتب أشد ما يكون فى وصف الصحراء ورمالها و جبالها و أوديتها و نسى أن القارىء إنما يبحث عن الحبكة و التشويق .. و لولا براعة الكاتب فى اللغه و غزل الكلمات لفسدت الروايه .. قبل ان يتحسن الأمر قليلا فى الحياة الثالثه فى أرض الأنباط من و قت بدأ الإسلام فى الظهور حتى قبيل فتح مصر .. 

للمزيد عن الكاتب يوسف زيدان
لتحميل رواية النبطى

No comments:

Post a Comment