06 July 2012

عندما رقصوا

فى البدايه أعتذر عن عدم قدرتى على المتابعه اليوميه فى حملة التدوين اليومى .. 

أتمنى من كل قلبى أن تعجبكم هذه التدوينه أو مجموعة التدوينات التى أستهلها اليوم .. و هى قصه سأسميها مؤقتا إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا " عندما رقصوا" .. و أنا لم أكتبها كامله بعد و إنما سأكتبها معكم على حلقات أستهلها اليوم بالجزء الأول


يا رب يا رب تعجبكم


عندما رقصوا


-1-
 الطابور

لا يوجد أي منفذ، ليس هناك مكان تذهب إليه
فقط عمق يسود و مازال يزداد سواداَ
أكثر سوادا من الصمت المخيم على الفياضانات
ظلامٌ فى الصعود و الهبوط
ظلامٌ على جوانب الطريق
لهذا لم يعد هناك أى إتجاهات
من قصيدة سفينة الموت
لديفيد لورانس


هب واقفا فى مكانه ليتحرك خطوه للأمام. ذلك أن الطابور قد نقص عدده واحدا. تعود خلال الأيام السبعه الماضيه. منذ أن وقف فى الطابور على ذلك. كلما نقص الطابور واحدا تحرك هو خطوه للأمام. الطابور لا ينقص أبدا فكلما نقص واحد من الأمام زاد واحدا أخر من الخلف, لكن هذا لا يهم. ما يهمه هو تلك الخطوه إلى الأمام. لم يتسأل كيف نقص الطابور فردا. هل مات هذا الفرد بعدما إقترب من الوصول إلى أول الطابور أو لعله وصل إلى أول الطابور و بهذا إنتهى دوره و أتى من يخلفه فى بداية الطابور. لا يهم، المهم هو أنه تحرك خطوه إلى الأمام. وقف على أطراف أصابعه لينظر من فوق كتف المرأه الطويله التى تقف أمامه. عد الأشخاص الواقفون أمامه فوجدهم سته فجز على شفتيه و قال فى سره "هانت".

نظر فى قفا المرأه الطويله الواقفه أمامه. هى سوداء زنجيه بلا ريب. هو لا يستطيع رؤية وجهها لكن قفاها الأسود يخبره الكثير. تلذذ قليلا بالنظر لمؤخرتها المستديره. ثم أغمض عينيه و نام قليلا فى مكانه الجديد فى الطابور. أفاق بعد قليل لم يعرف كم من الوقت مر عليه و هو نائم. منذ غابت الشمس و لا أحد عاد يدرك الوقت. تذكر الشمس. ذلك القرص الأصفر الجميل. تذكر دفئها فشعر بموجة طمأنينه تغمره. فكر ،هل قد تعود الشمس بعد غيابها؟. أجاب على نفسه فى سره متفائلا بموجة الدفىء النفسيه التى تجتاح أوصاله ، ربما عندما تزول الغمامات.
 
الغمامات السوداء أشد سوادا من المرأة الواقفة أمامه. توقعوا منذ زمن قدوم الغمامات و غياب الشمس. و تقعوا أن أول من سينقرض سيكون جنس الزنوج. كان الجميع يعتقد بأن الزنوج يستمدون قوتهم من الشمس فإن غابت غابوا. لكن حدث العكس. البيض معظمهم من غاب و لم يبق منهم إلا القليل. هو واحد من القليل الباقين. تذكر الغائبون بمغيب الشمس. تذكر حبيبته عندما إختفت لما إختفت الشمس. كان الموعد المحدد لغياب الشمس يوم خميس بعده جمعه لن تسطع فيها شمس. إجتمع الجميع و قبعوا كل فى منزله. يتذكر تحذيرات التلفاز بالكارثه و الإعداد النفسى الذى سبقها. قالوا فى التلفاز بأن الغياب سيكون إنتقائيا. لن يغيب كل الناس بغياب الشمس فقط بعض البيض و كل الزنوج. إحتضنها خوفا من أن تكون أحد البيض الغائبين. و قد حدث. غابت مع الغائبين.
 
عاد بوعيه للطابور. جلست المرأه السوداء أمامه فرأى وجهها لأول مره. هاله القطع الرهيب فى جبهتها ينزف بلا إنفقطاع. عينيها جميلتان مرهقتان لكنهما جميلتان. أشاحت بوجهها عنه. فلعنها فى سره. حرمته الملعونه من رؤية عينيها الجميلتين و هو الذى لم يرى شيئا جميلا منذ غابت الشمس. عاد لتخيلاته و ذكرياته. إستيقظ على نغزه من القابع خلفه فى الطابور يشير له أن يتقدم خطوه. نظر أمامه فلم يجد المرأه السوداء فقد غابت هى الأخرى.

بعد غياب الشمس كل شىء أصبح مختلفا. حتى الموت. يقولون بأن الشمس و العالم مثل الروح و الجسد. بغياب الشمس غابت أرواحنا. و هكذا إختلف الموت. قبل غياب الشمس كانت الروح إذا ذهبت يبقى الجسد. و بعد غياب الشمس لم تعد هناك روحا فأصبح الموت هو غياب الجسد. تحرك خطوتين للأمام عن المرأه السوداء التى حرمته من عينيها و خطوه عن أول شخص فى الطابور فقد سمح له بالدخول. لم يجد صعوبه فى عد الأشخاص الواقفين أمامه فى الطابور من خلف الرجل القصير الواقف أمامه ليتأكد بأن عددهم أربعه. نظر فى حسد إلى الرجل الأصلع فى بداية الطابور و هو ينهى إجراءات دخوله. متى يصل هو لأول الطابور؟!

No comments:

Post a Comment