25 March 2012

الخيميائى





"أمسك الخيميائي بكتاب، كان بحوزة أحد أعضاء القافلة. لم يكن للكتاب غلاف، ولكنه مع ذلك، استطاع معرفة المؤلف: إنه أوسكار وايلد. وفيما هو يتصفحه، وقع على حكاية تتحدث عن نرسيس. كان الخيميائي، يعرف أسطورة نرسيس، ذلك الفتى الجميل الذي كان يذهب، كل يوم، ليتأمل جمال وجهه في مياه إحدى البحيرات. وكان مفتوناً بصورته، إلى درجة أنه سقط، ذات يوم، في البحيرة، ومات غرقاً. وفي المكان الذي سقط فيه، نبتت زهرة سميت نرسيس (نرجس). ولكن أوسكار وايلد لا ينهي القصة على هذا النحو؛ بل يقول أنه، لدى موت نرسيس، جاءت الأورديات، ربات الغابات، إلى ضفة البحيرة، ذات المياه العذبة، ووجدنها قد تحولت جرن دموع. سألت الأورديات البحيرة: لما تبكين، أبكي من أجل نرسيس. إن هذا لا يدهشنا إطلاقاً. لطالما كنّا نلاحقه في الغابات، باستمرار. لقد كنت الوحيدة التي تستطيع مشاهدة جماله عن كثب. سألت البحيرة: وهل نرسيس كان جميلاً؟ فأجابت الأورديات متعجبات: من يستطيع معرفة ذلك أكثر منك، ألم يكن ينحني فوق ضفافك كل يوم؟ سكتت البحيرة لحظة دون أن تقول شيئاً. ثم أردفت: أبكي من أجل نرسيس، ولكنني لم ألاحظ، قط، أن نرسيس كان جميلاً. أبكي من أجل نرسيس، لأنني كنت، في كل مرة ينحني فيها على ضفافي، أرى انعكاس جمالي الخاص في عمق عينيه. قال الخيميائي: "يا لها من حكاية"." في هذه الأجواء تنمو رائعة باولو كويلو الخيميائي لتتدافع الأفكار والرؤى المتدفقة من نبع المعرفة، فتعكس فلسفة إنسان بحث وبعمق عن معنى الحياة وأكسيرها.

هل تكون أسطورتنا الشخصية اكتشافنا لحقـنا في السعـادة ؟
تدور أحداث الرواية حول الراعي الأسباني سانتياغو الذي كان حلمه السفر والتجول في ربوع أسبانيا بلا هدف معين سوى استكشاف العام .بدأ مسـار حياة سانتياغو يتغير عندما أصبح يرى حلما غريبا حول أهرامات مصر ، والذي لم يعره أدنى هتمام في البداية ، حتى وصل إلى مفترق طرق حياته عندما قابل شخصـا يُدعى - ملكي صادق - الرجل الغريب الذي يعلم أسرار سانتايغو الشخصية ، و الذي أخبره بأن عليه أن يُصدق حلمه ويسعى للبحث عن الكنز الذي رآه في أحلامه وأن يتبع الإشارات الطبيعية التي تُشير إلى موقع الكنز ، بعبــارة أخرى عليه أن يتبع أسطورته الشخصية .يبدأ سانتياغو رحلة البحث عن الكنز ، يبيع قطيع خرافه منطلقا نحو مِصــر ، مرورا بالمغرب وشمال أفريقية ، ويقابل العديدين خلال مسيرته هذه ، العرافة الغجرية ، اللص العربي ، بائع الزجاجيات ، الرجل الإنجليزي ، بدو الصحراء ، فاطمة ! ، وأخيــرا الخيميائي ..
تدور الفكرة العامة للرواية ، حول مسألة أن هناك لكل شخص - أسطورة شخصية - وأن الله ييسر الإشـارات والعلامات للشخص ليحقق أسطورته الشخصية ، فإن غفل عنها أو لم يكترث بها لن يصل لهذه الأسطورة ، وإن بحث عن أسطورة غيره لن يصل إلى أسطورته أيضـا ..


الخيميائي زمردة صغيرة تلمع مثل لافتة فضية في الصحراء ونورها يشير إلى إتجاه الواحة والكنور . الخيميائي قصة خرافية مدهشة ، إنها كناية عن حياة كل فرد فينا .. إنها الإلهام و الحب .. إنها ما تفتقد إليها حياتنا !!!

No comments:

Post a Comment